في عادتي عند كتابة تدوينة السنة أقوم بزيارة تدويناتي الخاصة بالسنوات السابقة لاستذكر الهيئة العامة المعتادة للتدوينة، إلا أن عام كهذا أو كما يسمى الآن ذاك كونه لأول مرة تدوينة العام تكتب في العام الذي يليها على غير العادة، لتعكس مدى “خشت بعضها” الذي وصلته 2017 بمواضيعا وشؤونها المختلفة، حيث مع تسارع أيامها واختلاط أحداثها لم أجد وصفا مناسبا لها، إذ كانت سعيدة أم حزية – الحق يا ربي – ومع هذا صنفت 2017 تحت تصنيف “عادي” أو “ماشية” لما كان بها من فشل وانجازات.
بطبيعى الحال كانت الضغوط النفسية في قمتها، فشخص يهب وقته لأجل آخرين لا يهتمون يجد نفسها ممضي وقته تحت تأثير “الديدلاينز”، مع تأثيرات أخرى أصابتنا نتيجة الحالة المأساوية للكهرباء والمياه وغيرها من أساسات الحياة التي فقدناها بفقدان وطننا، فكانت سنة مليئة في بدايتها بعكسات القهوة وآخرها مليئة بعكسا المكتب، مع جولات هنا وهناك، كسب هنا وخساره هناك وعادي يعني زي أي عام لأي واحد يجري بروحه يبي يصلح من بلاد ما تبيش تتصلح – هئ!
في السابق كانت تدوينة العام تستذكر أشهرها واحدا تلوى الآخر مستذكرة أبرز سماته وأجواءه، إلا أنه الذاكرة مسها ما مسها، إلا أن الأشهر الثلاث الأولى من السنة كانت مليئة بالأمال والإنجاز على الصعيد المؤسسي، فكان المقر وكانت الإجتماعات واللقاءات على كافة الأصعدة، حفلات روك وتجربة كبد البط! مارس أبريل ومايو ليس بمغايير، عكسة في المكتب والكثير من الخطط منها الي شد ومنها الي لا، إلى أن أتى رمضان فكانت الوجهة إلى مالطا لقضاء الشهر الكريم بين أناس تنوض الصبح وتخدم وادير شيء في عمرها – الحق ما قدرتش نقضيه بليبيا نوم وماكله – ومع هذا رمضاننا المنصرم كان مختلفا بتكفل جارنا المتزوج حديثا تجهيز الإفطار طيلة فترة تواجدي بطرابلس – على غير عادة الحثه -.
مشت الأيام جت الأيام تم يونيو وبعده يوليو وأغسطس، الكهرباء في انقطاع دائم – ما نتفكرش شن درت في الفترة هذه، أعتقد عكسة في المكتب وخدمه وتغير خطط وخلاص، حتى أتى سبتمبر واضطررت لقضاء عيد الأضحى للسنة الثالثة على التوالي بألمانيا – وياريته اضطرار كل حبيب – عيد ديكاتو الحق يا ربي، لتشمل الرحلة على هامشها زيارات متنوعة لدول جارة ناطقة بالألمانية (تدوينة 1) (تدوينة 2) لمن بعدها لمزيد من العمل والتلخبيط والمشاريع العملاقة بأكتوبر ونوفمبر بزيارة لبنغازي (التدوينة) حتى انتهت السنة على خير وسلام مع ديسمبرنا القنين معلنا عن سنة أستطيع وصفها بالجميلة بجمال من كان بها والجو هوا.
2017 باختصار
مهنيا: لازال الحال على ما هو عليه، التفرغ التام لهكسا كونكشن وبعض المشاريع الأخرى.
دراسيا: محاولات بائسة لتعلم لغات جديدة واتقان مهارات جديدة بحصيلة تؤول إلى الصفر.
رياديا: اعادة احياء مشروع من الرماد مع أفكار أخرى دفينة الورق الإلكتروني.
كشفيا: الكشفية روح لا يمكن أن يسلبها أحد وليست مقتصرة على منديل – كرر!
اجتماعيا: الإنعزال والتشرنق، أملا أن نحضى بفراشة جميلة في عالم آخر يقدر الجمال!
الهجرة: كانت بعيدة لكن الظروف العامة تدفع إليها ساعة بعد أخرى.
عاطفيا: مين عاطف ذه؟ حد يعرف عاطف هنا!
صحيا: معاش نطول – تجربة الرياضة وكوني نباتيا كان رائعة.
نفسيا: معاش نطول يا تلحقو يا بح!
بالجمل سنة 2017 كانت طيبة وإن تناقض هذا مع جل أفعالها، فكانت مدرسة على عدة أصعدةـ جربت فيها كيف نكون نباتي، وجربت كيف نكون رياضي – وان ما شدتش في الزوز -، كسبت وخسرت، امتلكت وفقدت، كنت السبب وكانوا إلا أنه كان فيها جو الحق يا ربي، متمنيا أن تكون هذه السنة التي تلتها طيبة حتى هي على أقل تقدير، مليئة بكم وبجمالكم فالأيام لا تعني شيء من دون تواجد جميلين نشاركهم أفراحها وأتراحها والجو كله، الشكر للجميع لكنكم كنتم منها – الكويسين ومش الكويسين – على رأسهم بطبيعة الحال، النطاح، خليفة، أسماء، وسام وآخرين ما يحبوش ينذكر أسماهم.
الحق تكبت التدوينة متأخره لأني نسيت شن صار في السنة أصلا، نتمنى أن نزيد نحسن من مهاراتي التدوينية، والحق ما بيتش نراجعها فلو فيها أخطاء صححوها بروحكم، دمتم متحذلقين دمتم جميلين ولا عزاء للحاقدين – مواه كلكم :*
مبدع كالعادة ابداع منقطع النظيرر ي برو
دمت بود
سلمت يمناك فكرتني بايامات منتديات ي حسرة